|
|
||||||||||
الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )) |
|
أدوات الموضوع |
06-02-2008, 12:08 PM | #1 |
مراقبه إداريه سابقة
تاريخ التسجيل: 01 2008
المشاركات: 12,624
|
المؤمن التقي والكافر الشقي.
المؤمنُ التقيُّ والكافرُ الشقيُّ
ضربَ الله تعالى في القرءانِ الكريمِ العديدَ من الأمثالِ ليظهرَ للناسِ بعضَ الحكَمِ في أحوالِهم وأعمالِهم وعواقبِ تصرفاتهم . ومنها ما ورد في سورة " الكهف " حيث وردت قصة الرجلين اللذين كان أحدهما مؤمناً تقياً والآخرُ كافراً غنياً شقياً ، فأظهر الله تعالى عدله وضَرَبَ مَثَلَهُما كي لا يغترَّ الناسُ بالدنيا ويَنسوا الآخرة . وذلك أنه كان في بني اسرائيلَ أخوان أحدُهُما اسمهُ " يهوذا " وهو مسلمٌ مؤمنٌ طيبٌ يحب الخيرَ ويُكثِرُ منهُ ، وأما الآخرُ فاسمُهُ " فرطوس " وكان عابداً للأصنام ، كافراً جاحداً شحيحاً بخيلاً ، جافي الطبع . ولما مات أبوهُما اقتسما مالَهُ فأنفق كلٌّ منهما حصتَهُ في ما يلائمُ طبعَهُ وما يحبُّ . أما يهوذا فقد اشترى عبيداً مملوكين بألفِ دينار وأعتقَهم وجعلهم أحراراً لله تعالى، وكسا الفقراءَ العراة ابتغاءَ مرضاةِ الله عزَّ وجلَّ ، واشترى بألفٍ ثالثةٍ طعاماً وأطعمَ الجائعينَ ، وبنى المساجدَ وأكثرَ من فعل الخير وبذل المعروفِ ، وأعانَ مَنْ استطاعَ إعانَتَهُم حتى نَفِدَ مالهُ ، ولكنهُ كانَ مسروراً بما فعَلَ راجياً الثوابَ والرحمةَ من اللهِ عزَّ وجلَّ . وأما "فَرْطوسُ" الأخُ الكافرُ فإنهُ ما كادَ يستلمُ مالَهُ حتى وضَعَ عليهِ المفاتيحَ ، وحَرَمَ الفقيرَ السائلَ ، وشَتَمَ مَنْ قَصَدَهُ للإعانةِ ، وأغلقَ أذنيهِ عن سَماع أنينَ المحتاجينَ ، وأغمضَ عينيهِ عن رؤيةِ الأطفال الجائعينَ ، ثم تزوجَ من نساءٍ غنياتٍ ، واشترى بقراً وغنماً فتوالدت ونَمَتْ نمواً مفرطاً ، واشتغلَ بالتجارةِ بباقي مالِهِ فربحَ ربْحاً كبيراً حتى فاقَ أهلَ زمانِهِ غنىً . وبنى لنفسِهِ جنتين أي بستانين كبيرين جداً زرعَهُما أعناباً وكروماً ، فأورقا وأثمرا ، وأحاطهما بشجر النخيل ثم نوَّعَ في المزروعاتِ فجعلَ فيهما من أنواع ِ الخضار والفاكهةِ ولم يُنْقِصْ منها شيئاً ، وكانتِ الأشجارُ متواصلة متشابكة لا يقطعُها ويفصِلُ بينَها إلا النهرُ الجاري الذي يسقي الزروعَ بمائهِ الرقراق ، فتميزَ البستانان بالشكل الحسَن والترتيبِ الأنيق والطرقاتِ التي جعلها ذاكَ الكافرُ بينهما للتنزهِ والتمتع بمنظرهما. وكان الجديرُ " بفرطوس " أن يؤمنَ بالله الذي منحَهُ كل تلك النعم وأنعمَ عليهِ بها ، وأن يشكرهُ ويُذعِنَ لهُ ويَحمَدَهُ ، ولكن من الناسِ مَنْ تَفْتِنهم الأموالُ وتجعلُهُم يتكبرون ، وهكذا كان "فرطوس" الذي لم يزدد إلا كفراً وطغياناً . وأدركت "يهوذا " المؤمنَ الحاجة فأرادَ أن يعملَ أجيراً ليأكلَ ، فقالَ: " لو ذهبتُ إلى أخي لأعملَ عندهُ فإنهُ لن يُمانع " ، فجاءَهُ ولم يصل إليهِ إلا بعد فتح العديدِ من الأبوابِ ، فلما دخلَ عليهِ سألَهُ حاجتَهُ فقالَ " فرطوس ": ألم أقاسمك المالَ نصفين؟فما صنعتَ بمالكَ؟. فأجابه "يهوذا ": " تصدقتُ به لله تعالى راجياً الأجرَ الوفيرَ ". فقال "فرطوس"متهكماً: " إذاً أنت من المتصدقين ؟ ما أراكَ إلا سفيهاً مضيعاً لمالِهِِِ ، وما جزاؤكَ عندي على سفاهتكَ إلا الحرمان . انظر ماذا صنعتُ بمالي حتى صارَعندي من الثروةِ وحُسن الحال ما ترى، وذلك أني كَسَبْتُ وأنتَ سفِهتَ ، أنا أكثرُ منكَ مالاً " ثم أخذَ بيدِ أخيهِ المؤمن يُريهِ ما عندَهُ وفي نفسِهِ الكِبْرُ والكفرُ و أنكرَ البعثَ وفناءَ دارهِ ومازرعَ في البستانَيْن ، وذلك لقلةِ عقلهِ ، وعدم يقينهِ باللهِ ، وإعجابهِ بالحياةِ الدنيا وزينتها وكفرهِ بالآخرةِ ، ثم قالَ:" إن كانَ هناك بعثٌ وقيامة كما تزعُمُ ، فلن أخسرَ شيئاً فكما أعطاني اللهُ هذه النعمَ في الدنيا ، فسيعطيني أفضلَ منها في الآخرةِ لكرامتي عندهُ" . فوعظه أخوهُ " يهوذا " وحذره من الكفر بالله الذي خلقه من تراب ثم جعله رجلاً سوياً ثم يميتُه ويحاسبُهُ . وأخبره أنه مؤمنٌ بالله وحدهُ لا شريكَ له ولا مثيلَ ولا شبيهَ ولا مكان له ، خالقِ كلّ شىءٍ . وقالَ لهُ : " إنّ الذي تعيّرُوني به من الفقر ، سيعودُ عليكَ بالعقابِ ، فإنني أرجو أن يرزقني اللهُ في الآخرةِ جنةً خيراً من جنتِكَ هذه الفانيةِ ، ثم إنكَ لا تأمَنُ على البساتين من العواصفِ وتقلبِ الرياح التي قد تجعلُ منهما أوراقاً جافةً تتطايرُ هنا وهناكَ ،وهذا الماءُ العذبُ إذا غارَ في الأرض فكيف تطلبُه ؟ ومن ذا ينصُرُك إذا شاء اللهُ أن يخذلك ؟". ولما رأى " يهوذا" أن أخاهُ الكافرَ مازالَ مُصراً على كفرهِ وطغيانِهِ ، يمرحُ بين أزهارِهِ وأشجارهِ تركَهُ وخَرَجَ . وفي الليل حَدَثَ ما توقَّعهُ " يهوذا " إذ أرسلَ اللهُ تعالى مطراً غزيراً وعواصفَ كثيرة أحرقتِ البستانين وهدمتِ العرائش ، وابتلعتِ الأرضُ ماءَ النهر فجفَّ ، وأصبحت الأرضُ رديئة لا نباتَ فيها ولا شجرَ وقد ملئت بالوحل فما استطاعَ أحدٌ أن يمشيَ عليها . ولما قامَ " فرطوس " صباحاً كعادته إلى البستانين ليتنزَّهَ ويتفيَّأ تحت ظلال الكروم ولما رأى ما حلَّ بهما جفَّ حلقُهُ وأخذ يضربُ كفَّاً بكفٍ علامةَ التحسُّر والتأسفِ ، ونَدِمَ على ما سلف منه من القول الذي كفرَ بسببه بالله العظيم وإنكارهِ للبعثِ وقال: [ يا ليتني لم أشركْ بربي أحداً] ، وتركَهُ أصحابُ السوءِ الذين كانوا يعينونه على كفرهِ وتجبرهِ لما صار فقيراً ، فغدا وحيداً لا ناصرَ له إذ إنَّ الأعمالَ التي تكونُ للهِ عزَّ وجلَّ ، ثوابُها خيرٌ وعاقبتُها حميدةٌ رشيدةٌ . اللهم إنَّا نسألك العفو والعافية وحسن الختام والحمد لله ربّ العالمين. المصدر: نفساني |
06-02-2008, 03:59 PM | #2 |
( عضو دائم ولديه حصانه )
تاريخ التسجيل: 07 2007
المشاركات: 2,176
|
هل هما اصحاب القصة في سورة الكهف
شكرا لك عزيزتي |
06-02-2008, 09:05 PM | #3 |
عضومجلس إدارة في نفساني
تاريخ التسجيل: 03 2007
المشاركات: 12,794
|
بارك الله فيكِ ياورده ؛ إذ ذكرتنا بأحسن القصص ؛ قصص القرآن الكريم ....
بينى وبينك : الواحد محتاج من آن لآخر بمثل هذه التذكرة حتى لايغفل فى زحام الحياة وضجيجها عن الحقيقه الكبرى وهى : أن كل ماسوى الله باطل وأنه من الحُمق والسفه أمن مكر الله ........ حفظنا الله وإياكِ من سوء المصير ؛ وهدانا أجمعين صراطه المستقيم .... اسامه |
07-02-2008, 02:36 PM | #4 |
الزوار
المشاركات: n/a
|
|
07-02-2008, 05:33 PM | #5 |
روح المنتدى
تاريخ التسجيل: 03 2007
المشاركات: 5,683
|
جزاك الله كل خير ورده
|
07-02-2008, 09:03 PM | #6 |
( عضو دائم ولديه حصانه )
تاريخ التسجيل: 04 2006
المشاركات: 4,252
|
جـزاك الله خير
|
08-02-2008, 02:52 PM | #7 |
مراقبه إداريه سابقة
تاريخ التسجيل: 01 2008
المشاركات: 12,624
|
عزيزتي كيميائية
رداً على سؤالك: نعم هي وردت في سورة ( الكهف ) وشكراً لمرورك وتقبلي تحياتي |
08-02-2008, 02:55 PM | #8 |
مراقبه إداريه سابقة
تاريخ التسجيل: 01 2008
المشاركات: 12,624
|
نعم أستاذ أسامة كلامك صحيح الإنسان بحاجة لهكذا تذكير من فترة لأخرى
أشكرك أستاذي وتقبل تحياتي |
08-02-2008, 02:56 PM | #9 |
مراقبه إداريه سابقة
تاريخ التسجيل: 01 2008
المشاركات: 12,624
|
أنت ايضاً بارك الله بك
وجزاك خيراً تقبلي تحياتي |
08-02-2008, 02:58 PM | #10 |
مراقبه إداريه سابقة
تاريخ التسجيل: 01 2008
المشاركات: 12,624
|
أشكرك خواطر وشكراً لمرورك
وجزاك الله كل الخير وتقبلي تحياتي |
08-02-2008, 03:01 PM | #11 |
مراقبه إداريه سابقة
تاريخ التسجيل: 01 2008
المشاركات: 12,624
|
أشكرك أخي دمعة الفراق
وجزاك الله الخير كل الخير لما يحبه ويرضاه تقبل تحياتي |
14-02-2008, 01:48 PM | #12 |
مراقب إداري سابق
تاريخ التسجيل: 12 2007
المشاركات: 1,615
|
تسلم هالطرح البديع ودمت لنا متنوع ومتجدد مشكور ...
تقبل مرور النسر الابيض ... |
14-02-2008, 06:35 PM | #13 |
عضو نشط
تاريخ التسجيل: 06 2007
المشاركات: 54
|
أختي الغالية وردة الحب الصافي بالفعل أسم على مسمى، شكرا لك لنقل هذه القصة الجدا مفيدة وتتميز بالعبر والعضات ، نحن بحاجة إليها وللتذكير الدائم المستمر قد نغفل أحيانا عن بعض الأشياء والأمور وبهذه العبر نفيد ونستفيد . ألف شكر
|
15-02-2008, 10:22 AM | #14 |
مراقبه إداريه سابقة
تاريخ التسجيل: 01 2008
المشاركات: 12,624
|
أشكرك أخي النسر الأبيض على هذه المبادرة
وشكراً للمرور الذي أعتز به فعلاً تقبل تحياتي المعطرة بالورد والياسمين. |
15-02-2008, 10:25 AM | #15 |
مراقبه إداريه سابقة
تاريخ التسجيل: 01 2008
المشاركات: 12,624
|
أشكرك شمعة على هذه المجاملة اللطيفة
كما وأشكرك على هذا المرور الذي أفخر به تحياتي المعطرة بالورد والياسمين لك. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|