المزاح بين المشروع والممنوع

المزاح بين المشروع والممنوع

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبة وبعد:
فإن للأعمال ضوابط تُضبط بها حتى تكون موافقة للمشروع ومتى فُقدت هذه الضوابط كان ذلك العمل ممنوعاً وكم من إنسان غفل عن تلك الضوابط فوقع في الممنوع من حيث يشعر أو لا يشعر ! وقد قال عليه السلام ( من عمل عملاً ليس عليه امرنا فهو رد ) .

ومن تلك الأعمال التي لابد ان تضبط بضوابط الشرع المزاح الذي يكثر في هذه الأزمنة المتأخرة ويقل من يضبطه بضوابط الشرع

من فوائد المزاح :
أولاً : أن يكون على سبيل الملاينة والمباسطة وتطييب خاطر صاحبك وإدخال السرور على قلبه .
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تبسمك في وجه أخيك صدقة )
وعن عبد الله بن الحارث ـ رضي الله عنه ـ قال (ما رأيت أحد أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .
ثانياً : أنه أنس للمصاحبين وطرد للوحشة وتأليف للقلوب ومظهر من مظاهر الأخوه والوفاء .
ثالثاً : التخلص من الخوف والغضب والقلق وغيره فإن الإنسان إذا مزح أدخل على نفسه شيئاً من السرور التسلية وأزال ما يخاف منه أو خفف من ذلك .

مشكاة النبوة
لقد كان الرسول يدعو إلى الرفق في كل امر من أمور الحياة وما الاستجمام للنفس إلا من الرفق بها ليكون الرفق من مظاهر كل أعمال الإنسان في الحياة.
والرفق (( هو لين الجانب بالقول والفعل والأخذ بالأسهل وهو ضد العنف ))
ولعل اشهر ما ورد في المزاح ما أوردة البخاري في باب الانبساط إلى الناس حديث : (( يا أبا عمير ما فعل النغير ))
وكذلك ابو داود في سننه من حديث أنس : (( ان رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله احملني . فقال النبي صلى الله عليه وسلم (( إنا حاملوكعلى ولد ناقة )) قال : وما اصنع بولد الناقة ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((وهل تلد الإبل إلاالنوق )) .

واسمع قول بعض الصحابة
قال ابن عمر : إنه ليعجبني أن يكون الرجل في أهله مثل الصبي ثم إذا بُغي منه وُجد رجلاً .
وكان زيد بن ثابت من افكه الناس في بيته فإذا خرج كان رجلاً من الرجال .
لذلك ينبغي الا يكون من خُلُق الشاب الملتزم أو الداعية التبسم خارج البيت وتصنُع الغلظة والجفوة في بيتة ولا يخفى أن عكس الأمر من التكلف المذموم ايضاً .

التوازن مطلب اساس :
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعيش بين الصحابة وفيهم الحازم من أمثال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ فقد كان رجلاً مهيباً وفيهم صاحب الدعابة ولم ينكر احد على احد .
والأصل هو في إنكار الضحك المتكلف في القهقهة أو الضحك في مواطن الجد او الإفراط فيه .
((ولقد سئل ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ : هل كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحكون ؟ قال نعم : والإيمان في قلوبهم مثل الجبل .

سلف الأمه
وعلى منهج الصحابة سار السلف في جعل المزاح استراحة فتكاد الاتجد كتاباً يخلو من مُلح وطرائف لشيخ التابعين الإمام الشعبي رحمه الله .
قيل لسفيان بن عيينة : المزاح هجنة ؟
قال : بل سنة ولكن الشأن فيمن يحسنه ويضعه مواضعه .
وقد اعتبر بعض الفقهاء المزاح وفق ضوابطه وفي اوقاته من المروءة والتقصير فيه من خوارم المروءة وشددوا على ذلك في السفر وفي هذا يقول ربيعة الرأي : (( إن المروءة من خصال : ثلاث في الحضر وثلاث في السفر والتي في السفر فبذل الزاد وحسن الخلق وكثرة المزاح من غير معصية )) .

الضوابط الشرعية في المزاح :
1ــ الا يكون فيه شيء من الاستهزاء بالدين
فيعد هذا من نواقض الإسلام لقوله تعالى ((( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون ((65)) لاتعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم )))
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه اللله ـ ( الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر يكفر به صاحبة بعد إيمانه ).
وهذه كالاستهزاء ببعض السنن على سبيل المزح وببعض الأحكام الشرعية كتقصير الثوب وإعفاء اللحية او الصلاة والصوم وغيرها .
2ــ الا يكون إلا صدقاً ولا يكذب
ولا سيما أولئك المعتادين لذكر الطرائف الكاذبة بقصد إضحاك الناس
روى الإمام احمد في مسنده ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال (( ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له )) .
ولا شك انهم وقعوا في ذلك بسبب الفراغ وضعف الإيمان والبعد عن ذكر الله تعالى ومصاحبتهم لجلساء السوء الذين يزينون لهم بعض المحرمات .
3ــ السخرية والإستهزاء بالآخرين
فتلك محرمة وتعد من الكبائر يقول تعالى ( يا ايها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيراً منهم .... الأية ))
يقول ابن كثير (المراد من ذلك احتقارهم واستصغارهم والاستهزاء بهم وهذا حرام ويعد من صفات المنافقين )
4ــ الا يروع أخاه
فقد اورد ابو داود في سننه ان ابن ابي ليلى قال (( حدثنا اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم انهم كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى حبل معه فإخذه ففزع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا يحل لمسلم ان يروع مسلماً))
5ــ عدم الانهماك والاسترسال والمبالغة والإطالة
ينبغي الا يداوم على المزاح لأن الجد سمات المؤمنين وما المزاح إلا رخصة وفسحة لاستمرار النفس في أداء واجبها فبعض الناس لا يفرق بين وقت الجد واللعب .
6ــ ان يُنزل الناس منازلهم :
إن العالم والكبير لهم من المهابة والوقار منزله خاصة ولأن المزاح قد يفضي إلى سوء الأدب معهما غالباً فينبغي الإبتعاد عن المزاح معهما خشية الإخلال بتوجية النبي صلى الله علية وسلم حيث يقول (( إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم))
وكذالك من آداب الإسلام ألا يمزح مع الغريب الذي لا يعرف طبيعة نفس المازح فهذا يؤدي إلى استحقار المازح والإستخفاف به .
7ــ الا يكون مع السفهاء
قال سعد بن أبي وقاص لابنه ( اقتصد في مزاحك فإن الإفراط فيه يذهب البهاء ويجري عليك السفهاء )
8ــ الا يكون فيه غيبة
الغيبة وحليفتها النميمة كلتاهما تصبان في مستنقع الفتنة ولا يخلوا من كثُر مزاحة من هذه الآفه العظيمة لأن من كثر كلامه كثر سقطة فهو لا يشعر انه وقع في الإثم اصلاً لأنه ــ في زعمه ــ إنما يقول في فلان مازحاً غير قاصد ذلك ولم يع تعريف النبي صلى الله عليه وسلم للغيبة بقوله (( ذكرك أخاك بما يكره ))

هذا ونسأل الله ان يؤدبنا بآداب الإسلام وأن يهدينا إلى الصراط المستقيم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .





منقول من مقال للأخ حامد بن مشاري الحامد


تقبلوا تحيات اخوكم عــــــــــــــــــاشـــــق الجــــــــــــنــــــــــــة

المصدر: نفساني

شرح الله صدرك اخي / عاشق الجنة


اسال الله لك دوام الصحة والعافية



وأسأل الله لك التوفيق والســداد في الدنيا والاخرة



وأسأله سبحانه ان ينزل عليك انشراحا في صدرك الى ان تلقاه



البتار

بسم الله الرحمن الرحيم

اخي الغالي البتار جزاك الله خيراً على دعائك
وانما اتمثل في حسن قولك هذا قول الشاعر

بالله قولك هذا سال من عسلٍ ****** ام هل صببت على اسماعنا العسلا

اخي بارااااك المولى فيك وفي منقولك

بسم الله الرحمن الرحيم

جزاك الله خيراً اختي القريشيه وبارك فيك