هكذا يصنعون نجوم الكره

هكذا يصنعون نجوم الكره

القوة، السرعة، المهارة، الذكاء تلك هي أهم مقومات لاعب كرة القدم الناجح في الكرة الحديثة ولكن ماذا عن القدرة النفسية والعقلية للاعب؟
أثبتت مباراة الأهلي والترجي الأخيرة في دوري أبطال إفريقيا ومن قبلها مباراة مصر أمام الجزائر في أم درمان، عدم قدرة اللاعبين المصريين على التوازن النفسي أمام استفزازات لاعبي شمال إفريقيا في المباريات الحاسمة.
مما فتح باب الجدل حول قدرة المديرين الفنيين على تهيئة لاعبيهم نفسيا قبل المباريات الهامة، إلا أن الإجابة أتت من أرسين فينجر المدير الفني لأرسنال الإنجليزي.
فالمدير الفني الفرنسي يعتمد على كتيبة من الأطباء النفسيين لإجراء اختبارات على اللاعبين الناشئين والشباب من أجل قياس قدرتهم على التوازن النفسي قبل تصعيدهم للفريق الأول.
وأجرت صحيفة "ديلي ميل" حوارا مطولا مع جاك كريفوزيه الأخصائي النفسي لأرسنال والاتحاد الفرنسي السابق والذي يطلق عليه "العقل المدبر لثورة شباب المدفعجية".
وتولى الخبير النفسي مسؤولية تأهيل الجيل الذهبي لشباب فرنسا على رأسهم تيري هنري ونيكولا أنيلكا وديفيد تريزيجيه وويلي سانيول وميكائيل سيلفستر.
اختبار الشباب
ويقول كريفوزيه "يجب أن يخضع جميع اللاعبين للاختبارات الذهنية من أجل التأهيل للدخول في النظام الرئيسي كلاعب كرة قدم قادر على مواجهة التحديات النفسية".





شباب أرسنال دائم التجدد


ويعتمد الخبير الفرنسي على اختبار مكون من 117 سؤالا لتقييم اللاعبين الشبان نفسيا لتحديد نقاط قوتهم وضعفهم والعمل على تقويتها.
ويقيس الاختبار قدرة اللاعبين على التحمل النفسي، ومواجهة التحديات، والسيطرة على المشاعر ومقاومة الضغوط أو الاستفزاز بالإضافة إلى العديد من الأمور الذهنية الأخرى.
ويتضمن أسئلة حول مدى موافقة اللاعب على جمل مثل (حتى في التدريب، أريد أن أكون الأفضل – مستعد لإصابة منافسي من أجل تحقيق الفوز) ويقاس نسبة التوازن النفسي على حسب طريقة الإجابات.
وكشف كريفوزيه "اللاعبين الإنجليز الشباب يظهرون بصورة أكثر عدوانية في الاختبار وأقل ثقة وتركيز من أقرانهم في فرنسا".
وعلل قائلا "قلة الثقة تأتي من صعوبة حصول اللاعبين على فرص للعب في الفريق الأول والحصول على عقد احتراف مما يضعف التركيز أيضا".
ويفسر الخبير الفرنسي تألق العديد من اللاعبين مبكرا ثم خفوت نجمهم سريعا بسبب عدم تأهيلهم نفسيا بالشكل المناسب لكي يصبحوا نجوما.
كيفية التأهيل؟
ويشرح كريفوزيه "الاختبار مثل التقاط صورتين لك، أحدهما في الصيف والأخرى في الشتاء، ثم أتناقش مع المدير الفني وتحديد الانعكاس الذي يراه يوميا".






جيرارد دائم التركيز



وتابع "إذا وجدنا نفس الاختلافات والمشاكل مستمرة يجب أن نعمل على حلها بطريقة علمية أيضا".
ويفسر "إذا وجدت لاعبا يعاني من قلة التركيز، فليس من الأمثل أن تقول له (ركّز) لأنه بالفعل يحاول ولا ينجح".
وأكمل "عندئذ أنصح المدرب بضرورة خضوع هذا اللاعب إلى تدريبات لتمرير كرات طولية في مكان محدد وبدون مجال للخطأ، وبهذا سترتفع نسبة تركيزه بشكل عام".
ويؤكد الرجل الحاصل على دكتوراه في التأهيل النفسي أن محاولات العلاج تنجح بنسبة أكثر من 60% مع اللاعبين الأقل من 18 عاما ولكنه يطالب بضرورة استمرارها مع جميع الأعمار.
وتابع "إذا كان اللاعب في عمر الـ14 فسيقوم بالتدريب النفسي لمدة دقيقة كل يوم، أما إذا كان في الـ18 سيجريه لمدة عشر دقائق يوميا".
وكشف كريفوزيه "رأيت ستيفن جيرارد يجري تدريب التركيز يوميا لمدة 30 دقيقة، لذلك لا يخطئ مطلقا في المباريات الحساسة".

المصدر: نفساني