|
|
||||||||||
ملتقى الأدب للقصة القصيرة والقصيدة باللغتين الفصحى والنبطي . |
|
أدوات الموضوع |
23-06-2013, 11:08 PM | #1 | |||
عضو نشط
|
داء الكراسي
متى تقبل هذه الحافلة اللعينة ؟
بتلك الكلمات كانت حصت تتضجر وتتبرم من الحافلة ومن سائقيها وهي تتلظى تحت هاجرة الظهيرة وقد اتخذت صخرة مجلسا تلقي عليها حملها الثقيل من الشحم واللحم .وقد اختنقت أنفاسها من فرط الحرارة وثقل الجسم .فجأة لمحت رفيقتها شويخة تتعثر في خطوها من العجلة لتلتحق بالحافلة .واثر اللقاء تجاذبا أطراف الحديت فبادرت شويخة رفيقتها قائلة : "أما بلغك الخبر؟؟؟" فارتسمت علامات الفجأة على وجه حصة: "خيرا ان شاء الله .بشري" فأومأت شويخة برأسها مرددة : "بل هو الشر عينه ...أما علمت بالداء الذي انتشر بين القرية؟؟؟؟انه داء الكراسي...." فوقفت حصة فزعة وكأنها أصابها مس كهربائي ...وطفقت تبكي وتندب حظها .وتفا جأت شويخة من الحالة المفاجئة التي ألمت برفيقتها وأشفقت على حالها حينما سمعتها تردد مولولة: "يا لحظك التعيس يا حصيصة سيتيتم أطفالك وهم في عمر الأزهار...يا لعمرك القصير ...ستوارين التراب ولما تتنعمي برحيق الحياة...اني على حق كنت أعلم أن مصابي جلل ...فأنا لا أفارق الكرسي وهو يعز عليه مفارقتي ...ولكن ليس بوسعي فراقه وهو سندي ومتكئي ومعيني على حملي الثقيل ...." فقهقهت شويخة وانطلقت ضحكة ردد صداها خلاء المكان مما أثار حفيظة حصة .فعاتبتها على سخريتها منها .حينئذ قالت شويخة : "يا أخيتي وحبيبة قلبي ورفيقة دربي ...ما كنت لأسخر من رفيقتي وأنت تعلمين أن هذا ليس من شيمي ...انما ضحكت رأفة بك ورحمة لطيبتك ...يا أخيتي ليس الداء الذي انتشر بالقرية هو ما تبينته وانما هو داء يرتبط بنوع معين من الأرائك ...هل تذكرين جارتك صالحة ؟؟؟؟تلك التي تقطن في الطابق العلوي من العمارة المحاذية لمنزلك ....مسكينة صالحة منذ أن جلست على أريكة وشهدت حياتها تحولا ....وما يثير اشفاقي لحالها أنها كانت تتطلع الى رفيقاتها من شرفة منزلها وجاراتها وحبيباتها جرذان أو ذباب فأصابها عمى الأبصار وصارت تتأفف من كل ما يحيط بها بل ما زاد الطين بلة أنه ختم على قلبها .وسرى العمى ببصرها وبصيرتها حتى أنها اعتبرتني وأنا الصديقة الوفية اليها ألد أعدائها... هل خبرت الآن حقيقة هذا الداء؟؟؟" وألفت صديقتها حصة واجمة مبهوتة مما أحاطت به وهرعت في خطوها تجري فاستفسرتها شويخة: "مابك؟؟؟؟؟؟؟الى أين المسير؟؟؟؟؟؟؟" فأجابت حصة وهي تحث الخطي نحو منزل صالحة: "ان زوجي سيزور الآن زوج صالحة في منزله وأخسى كل الخشية أن يجلسه على تلك الأريكة الملعونة فيطلقني......." . المصدر: نفساني
|
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|