|
|
||||||||||
الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة |
|
أدوات الموضوع |
01-03-2004, 12:10 AM | #1 | |||
................
|
دمـوع فـي دار الـمـسنـيـين والمـسـنـات ..!!!
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعد .. ما أصعب الوحدة حين يعيشها رجل كبير في السن أو إمرأة كان في يوم من الأيام جبلا شامخا يأمر وينهي .. أو إمرأة عظيمة الشخصية كانت ملكة في مملكتها !! ما أصعب الكرسي المتحرك الذي يدفعه عاملا أسيويا نحو فناء الدار ليرى تلك الورود الذابلة في حديقة تلك المؤسسة ..!! أحدثكم الآن من مدينة سكاكا ( الجوف) وقد تجمعنا ونحن أكثر من 200 مهتما لوضع هذه الشريحة الغالية على نفوسنا .. أنهم المسنيين ( أو العجزة) كما يحلو للبعض أن يسميهم .. وجوه في وجه الوحدة ينظرون ألينا في كل إشراقة شمس دافئة ..!! ينظرون في وجوه الآخرين بأمل المساعدة .. بأمل البسمة ..!! تستشف المعاني المرسومة على ملامحهم بحرقة العقوق .. ويصيبك الذهول حينما تكتشف أنهم موشومين بالوجوه.. و أن هناك وجوه تنبثق من وجه الوحدة لديهم .. يالها من نهاية مؤلمة !! وتتحول تلك الوجوه إلى فصول مبعثرة في كتاب اصفر ممزقة أوراقه.. تقرأ بعض صفحاته فتجد أن الوحدة قد تكون: جسدا مواجها غضب الرياح.. غضب العزلة .. غضب الألم .. غضب الجروح .. تحذره بأنها ستقتلعه إذا لم يبتعد عن مسارها... ومع ذلك يأبى الجسد الرحيل ويظل مزروعاَ مكانه على كرسيا متحركا لايستطيع الحراك من فوقه .. بل لايستطيع أن يقضي حاجته (أعزكم الله) وهو مسلوب الأرادة !! وكأنه جذر تجذّر من شجرة جوفاء .. ياله من ألم وقهر الرجال .. !! حفائظ من تحته .. أسنان ضائعة .. شلالات من الشعر الأبيض قد هاج في رأسه .. !! أين من يرعاني ؟ أين حنان زوجتي المتوفية ؟ نسمع صفير الريح من داخله.. نسمع صون الأنين يصدر من جبهته العتيقه روح بلا جسد..وجسد بلا روح .. يعيشه آباؤنا المسنون .. فكيف لا يضرب الخواء عاصفاَ بعمق بين ثنايا هذا الجسد الذي كان ذلك الرجل القوي ..!! كان ذلك العامل القوي .. كان ذلك المكافح الجريء .. مالذي جرى به يا أخوان ؟ إنها الوحدة... حينما تُهدي أغلى ما تملك.. جسدك وعقلك لعامل يهوي بك يمنة ويسرى .. يسرق محغظتك .. يدخلك لدورة المياه مكرها لا محتسبا !! عندما يسكب عليك الماء الحار في الصيف .. والبارد في الشتاء ..!! قلبك الذي يموت كمدا .. بعد أن ماتت عنه رفيقة الدرب ( زوجته) رحمها الله .. فتحملك بأناملها رقيقة كما النسمات الحانية !! وتغلفه بشريط الوفاء والحب والدفّ .. لتقوم بعملك كمسؤولا عن هذا الرجل المسن .. وتحتسب أجر الرعاية وأنت في دارها .. وتقوم بزرع بسمة التعويض لتضعها على شفتيه البريئة .. وتنتظر أن يقول لك : الله يكثر من أمثالك ياوليدي ..!! وتقيم لأجله احتفالا يستمر مائة عام وأنت جالس في أحضانه كالطفل .. لتقول في نفسك : أين ذهبت زوجته ؟ أين أبناؤه ؟ فيأتيك صدى صوتك : أنهم قد تمثلوا في رعايتك له يا أخي المسؤول عنه ..!! يُكبل قلبه بأغلال الحب المهدور.. ويقدم كأحد أعظم وأكبر القرابين أليك دعوة من قلب رجل صالح .. وقد تراه يأن من ألم فقدان الزوجة والولد ويقول: رحمكِ الله يا أم صالح لقد كنتِ نعم الزوجة ..!! ليتني كنت أبا لأكون في أكناف ذريتي ..!! إنها كلمات زرعت في نفسي حرقة فقداني لأبي وأنا طفل صغير ..!! فقلت له ياعم : نحن جميعا أبناؤك ..!! ماذا عملنا لهؤلاء المسنيين والمسنات ؟ إشراف ؟ خدمات روتينية ؟ متابعة وقتية ؟ هذا لايكفي .. أنهم يريدون أن يقتلوا الوحدة.... إلى جميع أخواتي : قد تراها تلك المرأة المسنة القابعة في تلك الدار وحدة من نوع آخر ..!! قد تراها في نفسها أنتحارا لمعنى التكاتف التراحم .. لا أحد يزورني ..!! أين من يدعوّن الأحتساب والأجر .. ؟ ألستُ إمرأة في سن جداتكنّ؟ أريد من إحداكنّ قبلة على جبيني تنسيني آهات العمر .. أريد منكنّ يابنات ساعات مليئة بالعذوبة والإنشراح ... أريدكنّ أن تشعرنني أنني جدتكنّ الحنونة بعد أن فقدت الأحفاد ..!! أريد قبلة منكنّ كعبير الورد والعنبر بعد أن يقبلها الندى في صباح بهيج... أرق من بتلات الأزهار .. أريد أن أراكنّ وقد وضعتنّ في أياديّ الحناء ... لاأريد منكنّ خاتما أو نقودا .. أريد أن أرى عبق التواصل والسؤال عني .. فهذا عندي يابنات أثمن من كل الألماس والياقوت والأحجار... أنني أنثى مثلكن يوم أن كنتُ في أعماركنّ .. فكان الغنج والدلال عندي أزجيه لبعلي كما أنتّ اليوم .. فأنا أمكم ..أنا جدتكم... أنا تراثكم .. أترونني أين أصبحت ؟ في دار الرعاية للمسنات ..!! أذكر يوم إن كنت في العشرينات كنت صبية جميلة .. كان جمال شعري .. وحيائي .. تتحطم عند مرافئها القلوب... وتموت إرادة الرجال أمامها كما فعلت دليله بشمشون... وحينما تزوجت كنت عروسة لزوجي .... وروضة من رياض جنانه ... لم يرزقني الله منه بذرية .. عشت معه ربع قرن .. تمنيت أن أكون أما .. ومات زوجي .. وعشت على ذكراه باقي سنيّ عمري .. نذرت نفسي أن أعيش بدونه .. لأنه كان جنتي .. فدمرتني الوحدة والنسيان ..!! صديقتان..تمد احداهما يدها للاخرى.. تحتضنها.. مرة أبكي لوحدتي .. وأحيانا أضحك لنسياني زوجي ..!! تعلمت كثيرا أن أبدأ من جديد.. تعلمت من هذه الدار كيف أزيل الأنقاض من حياتي.. وأداوي جناح جرحي وأعود وأحلق في فضاء الرضى بالقضاء والقدر ..!! أعترف لكم يابنات أنني أفرح كثيرا وأنا على سجادتي أصلي وأدعوا ربي .. حتى يأتي يوم وينتهي عمري على أمل أن ألتقي بزوجي في الجنة .. أنني إمرأة مسنة نعم .. ولكنني مؤمنة بما كتبه الله عليّ ..!! أنكنّ يابنات قد تشعرنّ بدموعي عبر تلك الحروف ولكن لاتخافنّ عليّ.. فأنا قهرت الوحدة بالأستغفار والأذكار.... عندما يسدل الليل أستاره كنت أتمنى أن أكون أما لأطفالا تسعة ... أقوم في الليل مذعورا لأعطي الصغير حليبه.. وأراجع للكبير دروسه .. وأكوي للبنت ثيابها ..وأسّرح للوسطى شعرها .. وأطمئن على الكبير مع زوجته .. وأسأل عن أطفاله الثلاثة ..!! بينما الصغار حولي يغطون في سبات عميق... يصحون على صوت والدهم وهو يقرأ ورده اليومي قبل الفجر ... كنت أتمنى أن أعرف معنا واحدا من معاني الأمومة... كنت أعشق أن أرى صورة أبني الصغير ينتظرني كل مساء كي أحكي له حكاية التاجر منصور .. أو حكاية الطائر السعيد .. كنت أتمنى أن أرى أجفانه مغمضة وهو يسمع آخر الحكاية ... كنت أحلم أن أراه حينما يغالب عينيه الوسن أن أدثره بلحاف عيوني.. وأطفيّ الضوء بجانب سريره.. وأذهب على أطراف أصابعي... بعد أن أقبل رأسه وأسميّ عليه الرحمن .. وأعيذه من عدوي وعدوه الشيطان ..!! آآآآه .. ما أجمل الأحلام يا بنياتي ..!! كنت أتمنى أن لاأكون حبيسة دار المسنات في يوم من الأيام ..!! كنت أتمنى أن تكون إحداكنّ أبنتي الكبرى وأسمّيها نوره كما أتفقت أنا وزوجي (رحمه الله) أن يكون هذا هو أسم أبنتنا الأولى .. !! آه على تلك الجروح والآمال المثخنة... عاملة آسيوية تدفعني نحو حتفي .. وأنا صامتة لاأتكلم ..!! أين نورة ؟ أريد نورة لتعتني بي وتضحك في وجهي وتقلم أظافري وتهتم بي وبملابسي !! هذه معاناتي يا بنياتي ..!! أنا إمرأة لم تعرف فرح الطفولة... أنا إمرأة ياصغيراتي قابعة حول أسوار منازلكن ّ ويسمونني النزيلة !! تغطيني أشواك الغربة بين تلك السرايا .. وأسمى نزيلة في دار الرعاية .. أشكر أبني "أحمد" الذي ذكّركم بي .. هو لايراني ولكن بيني وبينه حاجزا أسمنتيا أسمعته آهاتي .. قال لي أبشري يا أمي( ...) سأكتب لأخواتي معاناتكِ ليذكرونكِ ويزورونكِ قريبا .. أنا يابنياتي موجودة في كل منطقة فيها دار لرعاية المسنات ..!! نحن هنا في عالم مختلف عن عالمكم المترف .. لانعرف الأخبار .. بل نتسلى بالأذكار ..!! نأكل كما تأكلون وننام كما تنامون .. لانشعر بأعمارنا .. ولكن نريد منكن أن تشاهدوا صوركم المستفلية في وجوهنا ..!! حينها أنا متيقنة أن مصابيح الفرح عند أعناق وجدانكم ستموت ..!! وتصرخ الأحزان معلنة وجودها باستمرار في ضياع أوقات فراغكنّ ..!! وستمزقون أحلامكم الوردية عندما ترون بياض شعري وفقدان أسناني .. هذه هي نهاية كل واحدة منكنّ يابنات ..!! الشيخوخة .. لاأريدكنّ أن تضيعوا أوقاتكنّ في بهرجة الحياة .. فأنا لم أشعر بها خلال التسعون عاما التي مضت من عمري .. أسأل الله أن يرضى عني .. لأنعم بوعد المولى وأسكن في دار الرحمة عنده .. وحينها سأكون معكنّ جميعا وأحكي لكن حكايا عن نكره كانت أسمها ( الدنيا) وصلى الله وسلم على سيدنا محمد .. كتبه : أحمد العيسى أبو مروان الجوف / سكاكا 9/1/ المصدر: نفساني
|
|||
|
01-03-2004, 12:58 AM | #2 |
( عضو دائم ولديه حصانه )
|
مااحب أقرأ أخاف ماعاد اسكت من البكاء
زي لمن قريت عن اللي بالدار الايتام بس موضووووووووووع أكثراااا من رائع.ومهم وهادف وكل شئ مشكور |
|
01-03-2004, 01:35 AM | #3 |
( عضو دائم ولديه حصانه )
|
جزاك الله خيرا أخي للفتك الانتباه
اسال الله ان يرزقنا حسن برهم ..وان يرزقنا بر ابنائنا وان يتقبلنا عنده برحمته انه هو ارحم الراحمين |
|
02-03-2004, 03:37 PM | #4 |
عضـو مُـبـدع
|
كلام مؤثر
بارك الله فيكم وقلة من يهتم باولئك الفئة الغالية على قلوبنا من الناحية النفسية في وقت يكون فيه المسن في اشد الحاجة للمسة حانية وكلمة طيبة ويكفي مايتردد على مسامعنا من دعواتهم الطيبات المباركات لمجرد كلمة طيبة توجه اليهم اوقبلة حارة تتوج على رؤسهم مااروعهم حقا اضغط هنا |
|
03-03-2004, 12:03 AM | #5 |
عضـو مُـبـدع
|
أبو مروان في الجووووووووف يؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤ
العدوى انتقلت حييت أهلا ووطئت سهلا أشكرك على تعاطفك مع هذه الفئة الغالية على قلوبنا أبائنا وأجدادنا وو ليس بغريبة عليك فأنتم أهل لها على فكرة نخشت جوالك من الفندق لأني كنت والله مسافر لعمان زيارة ل د سلطان .والفندق يقولو غادرنا . رعاك الله |
|
03-03-2004, 12:55 AM | #6 |
عضـو مُـبـدع
|
سلمت يداك ياأبا مروان
موضوع مؤثر جدا" ولم استطيع تمالك نفسي 000عشت مع كل حرف من حروفك وكأنني فعلا معهم 0 الله يقدرنا جميعا" على برهم وحسن رعايتهم وعسى أن تصحى القلوب النائمه والساهيه بملذات الدنيا لتلحق ولو يوم واحد تقضيه مع أب أو أم ترعاه وتبره وتقدم له الغالي والنفيس لتحظى برضاه بودي أن أطرح فكره ولا أعلم هل أجد من يؤيدني وهي أن نعمل مجموعات من أعضاء ومشرفين ومختصين نقوم بزيارة لدار العجزه نقضي معهم ولو وقت بسيط نحاول أن ندخل في نفوسهم الفرحه أتمنى أن أجد المؤيدين وأنا باذن الله أولكم انتظر الرد أختكم خلود |
|
03-03-2004, 02:08 PM | #8 |
عضـو مُـبـدع
|
فكرة رائعة أخت خلود
ولكن بعد المسافات بين الأعضاء أمر قد يقف حاجزا بيننا ........، والموضوع يحتاج الى تنسيق دقيق وأتصالات بين الأخوة حسب مناطقهم ، ناهيك عن منهم خارج المملكة .. فهذا أيضا يفتح ابواب التعارف بين أعضاء المنتدى من المتخصصين للأستفادة من الخبرات .... عموما أنا من المؤيدين ......... "أرى لو تم نقل هذا الأقتراح الى موضوع مستقل قد يفتح أفاقا أكثر للمشاركة" وفقكم الله ,...... |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|